جيش الأشباح الذي خدع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية
جيش الأشباح
الحرب خدعة , ولطالما كان التضليل والمكر من أهم استراتيجيات الحرب فخلال الحرب العالمية الثانية استخدمت قوات الحلفاء عشرات الحيل لإرباك الجيش الألماني من عمليات إسقاط مظليين وهمية إلى نشر شائعات وفاة قادة عسكريين مهمين في الجيش الألماني وصولاً إلى واحدة من أضخم عمليات التضليل في الحرب العالمية الثانية وهي عملية جيش الأشباح .
صورة مميزة لدبابة مطاطية قابلة للنفخ جيش الأشباح عبارة عن وحدة عسكرية قوامها 1100 رجل والمعروفة رسميا بوحدة القوات الخاصة 23 هدفهم إقناع الألمان بأنهم وحدة عسكرية أمريكية كبيرة وقد كان أغلب أفراد هذه الوحدة من الفنانين والرسامين والتقنيين وأما دباباتهم ومدافعهم فكانت عبارة عن مجسمات من المطاط المملوء بالهواء و مكبرات صوتية لمحاكاة أصوات الدبابات والعربات المدرعة وبقية الآليات وكان يتم إرسال واستقبال برقيات راديو مزيفة لتضليل العدو . |
على مدار الحرب تنقل جيش الأشباح في جميع أنحاء أوربا ونفذ أكثر من عشرين عملية مزيفة ويقدر بأن هذا الجيش الصغير أنقذ عشرات الآلاف من الأرواح وقد كانت جميع عمليات هذا الجيش محاطة بالسرية التامة وبقيت كذلك لأربعين عاماً بعد انتهاء الحرب .
لخلق انطباع لدى الألمان بأن هذه الوحدة هي عبارة عن جيش ضخم قام قادة هذه الوحدة ببناء المئات من الدبابات والعربات والطائرات المطاطية القابلة للنفخ إضافة إلى مدافع بعيدة المدى , ولتكتمل فصول المسرحية استخدموا مكبرات صوتية ضخمة لمحاكاة أصوات الآليات والتي يمكن إن تسمع على مسافة 25 كيلو متر كما أن اتصالات الراديو الوهمية استطاعت أن تخلق شبكة اتصالات زائفة أقنعت الألمان بأنهم يحضرون لشيء ما في كل عملية .
كذلك تم زرع الجواسيس في القرى والمدن القريبة من أماكن تواجد جيش الأشباح لبث القصص عن تلك الوحدة العسكرية والتقاط الأخبار وفي كثير من الأحيان كان يتم توجيه الأوامر لعدد من الشاحنات المحملة بأن تسير في دوائر كبيرة لعدة ساعات لإعطاء الوهم بأنها فرقة عسكرية كبيرة يتم نقلها من مكان لآخر , وقد قدر الألمان أعدادهم في بعض الأحيان بأربعين ألفاً .
المجسم المطاطي المنفوخ للدبابة M-4 كانت الدعامة الأساسية لجيش الأشباح حيث تم بناء أكثر من 600 دبابة ومدفع قابل للنفخ وتم استخدامهم جميعاً في أكبر عملية لجيش الأشباح عام 1945 عند نهاية الحرب حيث تم الاستعانة بخدماتهم التضليلية لخلق نقطة عبور وهمية على نهر الراين وجذب انتباه الألمان عن عملية العبور الحقيقية للجيش التاسع الأمريكي , وتم محاكاة أصوات المدفعية بإلقاء قنابل صوتية و في حين ركز الألمان تركيزهم نحو الجيش المطاطي دخل الجيش التاسع إلى الأراضي الألمانية بسهولة ودون مقاومة تذكر .
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تابع الكثير من أعضاء الوحدة 23 حياتهم المهنية كرسامين ومصممي أزياء وبعض حظي بشهر واسعة كالمصمم Bill Blass والرسام Ellsworth Kelly والمصور Art Kane .