كيف سينتهي الكون ومتى سيحدث ذلك
نهاية الكون
لطالما نظر الإنسان إلى السماء متسائلاً عن البداية وكيفية تكون النجوم والمجرات واليوم وبعد تطور العلوم وزيادة المعرفة وفيما بدأت البشرية بحل بعض من الألغاز القديمة ظهرت عدد من التفسيرات العلمية لكيفية نشوء الكون وتكونه وكعادة العقل البشري بدأ الإنسان يفكر بالاتجاه الآخر, متى سينتهي الكون وكيف سيحدث ذلك.
وللحديث بدقة عن نهاية الكون لا بد أن نعود قليلا إلى الوراء, 13 مليار سنة تحديداً لنفهم كيف نشأ الكون .
إن أكثر التفسيرات منطقية ( إذا استطعت أن تجد فيها بعض المنطق ) هي نظرية الانفجار الكبير , تلك النظرية التي تفترض أن الكون كان في البداية بحجم نقطة متناهية بالصغر( عديمة الأبعاد ) وذات كتلة متناهية في الكبر ( تخيل أن كتلة الكون اليوم كانت كلها متجمعة في تلك النقطة ) وبلحظة ما ( واللحظة هنا مجازيا فالزمن لم يكن له وجود قبل وجود الكون ) انفجرت تلك النقطة وبدأت بالتوسع على مدار مليارات السنين .
في البداية كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً ربما عدة ملايين من الدرجات وتلك الحرارة لم تسمح للذرات بالتكون ولكن مع التمدد وانخفاض حرارة الكون بدأت أولى الذرات بالتكون وتبعها بعض العناصر كالهيدروجين والهليوم وثم بدأت تلك الذرات تتجمع لتتشكل النجوم والمجرات .
نظريات تبحث في كيفية فناء الكون
لقد قدر العلماء عمر الكون ب 13 مليار عام ولا يزال ذلك التوسع مستمرا , فقد قام العلماء بمراقبة الأجرام السماوية المحيطة بالمجموعة الشمسية ومجرتنا وقد وجدوا أن جميع النجوم والمجرات التي حولنا تبتعد عنا وبنسبة تسارع متساوية في جميع الاتجاهات وقد تمت تلك القياسات عن طريق تأثير دوبلر وهو قياس انحراف الضوء الأحمر( فالأجسام التي تبتعد عنا ينحرف طيفها الضوئي باتجاه اللون الأحمر ) ونتيجة لذلك أصبح تمدد الكون أمراً محسوما لدى العلماء والخطوة التالية كانت هي معرفة إلى متى سيستمر هذا التمدد وما هي نتيجة ذلك التمدد ولذلك تم وضع عدد من النظريات التي تحاول التنبؤ بكيفية انتهاء الكون ومنها :
أولاً – ستظل المجرات والنجوم تتباعد عن بعضها البعض وتتخلخل كثافة الكون حتى تصبح المسافات بين النجوم تقدر بأرقام فلكية وبعد أن ينتهي الوقود النووي داخل النجوم وتبدأ بالموت ستبدأ درجة حرارة الكون بالانخفاض حتى تصل إلى درجة حرارة الصفر المطلق وهي -273 تحت الصفر مئوية وعندها ستتجمد الذرات حيث ستتوقف الإلكترونات عن الدوران حول نوى الذرات وبالتالي سيتوقف الزمن ويموت الكون بالتبريد الشديد .
إقرأ أيضا
ثانياً – سوف تتغلب الجاذبية على ظاهرة التمدد وتوقف تمدد الكون ليبدأ الكون في الانكماش وعندها ستبدأ النجوم والمجرات بالاقتراب من بعضها البعض لتندمج المجرات مع بعضها ويتحول الكون إلى كتلة هائلة من المادة تنضغط في حيز صغير جداً لينتهي كما بدأ نقطة عديمة الأبعاد ويسمي العلماء ذلك المصير الأسود بالانسحاق العظيم Big Crunch ثم تنفجر تلك النقطة وتتمدد من جديد لتبدأ تلك المسرحية الكونية من جديد .
ثالثاً – مع اكتشاف المادة المضادة والحصول عليها فعليا في بعض المعجلات النووية بدأ بعض العلماء يقترحون فكرة وجود كون آخر مضاد لكوننا كل ما فيه مصنوع من المادة المضادة حيث يبدو الأمر وكأنك تنظر إلى مرآة لكوننا وعند تلاقي أي مادة مع مادتها المضادة فإن النتائج ستكون كارثية للطرفين حيث سيفني أحدهما الآخر وينتج كم هائل من الطاقة وبالتالي إذا ما التقى كوننا مع كون مضاد آخر فإن النتيجة ستكون مدمرة للكونين حيث سيفنيان بعضهما البعض مع اطلاق كمية مهولة جداً من الطاقة على شكل إشعاعات .
رغم أن نهاية الكون المأساوية قادمة لا محالة إلا أننا لحسن الحظ لن نكون موجودين لنشهد تلك الكارثة المريعة فأكثر النظريات تشاؤماً تعطي فرصة للكون 13 مليار عام آخر على أقل تقدير بينما يؤكد العلماء أن الوقود النووي لشمسنا سينفذ بعد حوالي 4.5 مليار عام وبالتالي ستفنى الحياة على الأرض بشكل كامل قبل ان يصل الكون الى نهايته، هذا اذا لم نستطع خلال هذه المدة استيطان كواكب أخرى في مجرتنا أو ربما في مجرات أخرى ، وعندها لن نعود تحت رحمة شمسنا ، ولكننا سنبقى دوما مقيدين بعمر كوننا الذي وجدنا فيه فإن انتهى فلا مكان آخر يمكننا الذهاب إليه .