الشاب الأوكراني الفقير الذي تحول إلى ملياردير عبر واتس آب
لا شك بأن العالم الرقمي مليء بقصص نجاح نادرة و ملهمة للكثيرين، قصص النجاح هذه التي لم تحدد فقط مصير أصحابهم و إنما كذلك عالم التكنولوجيا بأسره، و لعل قصة نجاح مؤسس الواتس آب (جون كوم) هي وحدة من هذه القصص التي تستحق التوقف عندها مليا.
لم يكن يدور في خلد الطفل الأوكراني (جون كوم) أنه سيصبح في يوم من الأيام واحدا من مليارديرات العالم الرقمي بعد نجاح تطبيقه للتراسل الفوري (واتس آب) نجاحا باهرا، حيث ولد جون كوم في قرية أوكرانية صغيرة في كنف أسرة فقيرة لا تستطيع توفير متطلبات الحياة البسيطة لابنها، قبل أن تجبر الأوضاع السياسية في أوكرانيا الأسرة الصغيرة المكونة من جون كوم و أبويه على مغادرة البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
و في سن 16 وصل جون كوم إلى ولاية كاليفورنيا ليبدأ حياة جديدة مختلفة كليا عن تلك التي عرفها في بلده أوكرانيا و نظرا لصعوبة الحياة الجديدة فإنه اضطر للعمل من أجل توفير بعض المال قبل أن تصاب والدته بالسرطان مما جعل الأسرة تعتمد على الدعم الحكومي، و حين وصل جون كوم إلى سن 18 بدأت تظهر عليه علامات الاهتمام بالمجال التقني مما جعله ينضم إلى مجموعة من الهاكرز الشباب.
و كما معظم عمالقة العالم الرقمي فإن (جون كوم) لم يكمل دراسته الجامعية و تدرج في عدة مهن خلال هذه الفترة قبل أن يلتقي بشريكه (بريان أكتون) في شركة ياهوو سنة 1997 و لتبدأ صداقتهما المبنية على الكثير من المشاريع التي بدت في حينه مجرد أحلام بعيدة المنال، قبل أن يقررا ترك ياهوو.
نقطة التحول في حياة جون كوم كانت هي تركه لعمله في شركة ياهوو سنة 2007 رفقة شريكه بريان أكتون قبل أن يقررا بعد هذه الخطوة أخذ قسط من الراحة لدراسة مشاريعهما المستقبلية، و يبدو أن تجربة موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) أغرتهما أنذاك للانضمام إلى فريق العمل، لكن الإجابة كانت صادمة حين رفضت إدارة فايسبوك منحهما فرصة العمل فيها، لكن هذه لن تكون آخر الحكاية مع فايسبوك.
ففي عام 2009 و بعد تفكير و دراسة عميقتين سيقرر جون كوم رفقة شريكه بريان أكتون إطلاق تطبيق جديد للتراسل الفوري سيحمل اسم (واتس آب)، التطبيق الجديد الذي لقي نجاحا كبيرا بين المستخدمين سيدر على صاحبيه في فترة قصيرة ملايير من الدولارات، قبل أن يقرر جون كوم بوصفه المدير التنفيذي سنة 2014 الموافقة على صفقة الاستحواذ التي تقدمت بها فايسبوك مقابل مبلغ ضخم و هو 19 مليار دولار، رغم أن فايسبوك رفضت في البداية تشغيله لديها.
قصة جون كوم تثبت أنه لا وجود للمستحيل، و أنه مع العزيمة و الإرادة و الإصرار يصبح كل شيء ممكنا.