بعد موت النحل بأربع سنوات سينقرض البشر ؟ هذا ما حذرنا منه أينشتاين
هل سيموت النحل
” إذا اختفى النحل من على وجه الأرض فلن يبقى أمام الإنسان سوى أربعة أعوام ليعيش ! ” عبارة مؤثرة تدل على بعد نظر وذكاء متقد وهي العبارة التي تنسب لألبرت أينشتاين مبدع العلوم الفيزيائية والرياضيات, ولكن المشكلة الوحيدة في تلك العبارة هي أن أينشتاين لم يقلها أبداً.
نعم … تلك الجملة التي سمعناها مراراً وتكراراً لم يقلها واضع النظرية النسبية وأذكى شخص في القرن العشرين , رغم أن هذا لا يعني بالضرورة أن تلك العبارة خاطئة فهي لا تخلو من الحقيقة فالنحل مهم جداً لحياة البشر ولباقي الكائنات الحية أيضا ووجوده له دور أساسي في المحافظة على الهرم الغذائي ومكان الإنسان فيه , ولفهم ذلك سنفترض أن النحل قد اختفى بشكل كامل من على سطح الأرض والنتيجة ستكون انقراض العديد من الفصائل النباتية التي تعتمد على النحل في تلقيحها وتكاثرها وهو ما سيؤدي إلى موت وانقراض العديد من الحيوانات التي تعتمد في حياتها وغذائها على تلك النباتات. واختفاء تلك النباتات والحيوانات سيكون له عواقب وخيمة و كارثية على حياة البشر ربما لن تصل لحد الانقراض ولكنها ستكون كفيلة بأن تغير الحياة كما نعرفها اليوم .
ولكن هل النحل يختفي فعلا ؟
الإجابة المختصرة هي نعم .. وبطريقة غير مفهومة فخلال السنوات الست الماضية انخفضت أعداد النحل بنسبة تتراوح بين 35 – 50 % ولا تزال تلك النسبة تتزايد, وقد أطلق اسم فوضى انهيار المستعمرات على تلك الحالة.
الشيء الغريب في ظاهرة الاختفاء هي أن النحل يختفي فجأة ودون أي إنذارات أو إشارات فمربي النحل يفاجأ صباحا بالعثور على خلايا النحل فارغة من أي نحلة عاملة على الرغم من عدم تعرضها لأي هجوم أو غزو من قبل أعداء النحل الطبيعيين وما يثير حيرة العلماء أيضا هو أن النحل يترك العسل و حبوب الطلع والبيوض خلفه في الخلية رغم أن النحل لا يهجر خليته أبدأ تاركا بيوضاً لم تفقس بعد , وفي حالات قليلة سجل العلماء ترك النحل لخليته بعد موت ملكة النحل ولكن في حالة فوضى انهيار المستعمرات يترك النحل الملكة حية لوحدها في الخلية مع البيوض التي لم تفقس بعد وبعض الذكور فقط , الأمر يشبه أن تدخل مدينة فتجد المحلات مفتوحة والطعام على الموائد في المنازل ساخن وطازج وإشارات المرور تعمل والسيارات في الشوارع محركاتها دائرة لكن لا يوجد أي أثر لسكان المدينة … لقد اختفوا ببساطة .
ما هي أسباب اختفاء النحل
في الواقع لا يزال العلماء حائرين في تفسير السبب المباشر لاختفاء النحل وإن كانوا متفقين على أن السبب غير المباشر هو التطور الذي حدث في أسلوب حياة الإنسان خلال المائة عام الأخيرة وقد ظهرت عدة نظريات علمية لتفسير اختفاء النحل ومنها
– سوء التغذية نتيجة انحسار المساحات الخضراء, ويجادل البعض بان العديد من النحل المختفي كان يعيش في مزارع يتم تأمين الغذاء فيها للنحل وبأن الخلايا كانت مليئة بالعسل عند اختفاء النحل .
– ظاهرة الاحتباس الحراري والتغييرات المناخية التي تشهدها الأرض
– تأثير الأسمدة و المبيدات الحشرية والعقاقير التي يستخدمها الفلاحين في الزراعة ومحاربة الحشرات الضارة
– الموجات المغناطيسية الناتجة عن أجهزة الاتصال اللاسلكية والبث التلفزيوني والراديو , وهي أكثر التحليلات منطقية حيث أن النحل يقوم باستخدام المجال المغناطيسي للأرض ليقوم برسم خارطة لمحيطه ومعرفة مكان خليته لكي لا يضيع عنها عند عودته , وانتشار الهاتف الخلوي وأبراج الاتصالات في السنوات الأخيرة سبب تشويش على قدرة النحل في تحديد طريق العودة وهو ما يعني ضياعها وموتها لا سيما أن النحل قد يبتعد لعدة كيلومترات عن خليته ليبحث عن غبار الطلع اللازم لصنع العسل فملعقة صغير من العسل تتطلب أن تطير النحلة لمسافة تعادل 55 ألف كيلومتر.
ومؤخرا أضاف بعض العلماء سببا جديد محتملاً لاختفاء النحل لا دخل للإنسان فيه وهو العواصف الشمسية التي تملك تأثيرا مشابها للتشويش الناتج عن أجهزة الاتصال اللاسلكية .
الخلاصة
حتى الآن لا يزال هناك أعداد من النحل كافية لتحافظ الطبيعة على نفسها وتوجد مناطق في العالم لم يعاني النحل فيها من أي مشاكل مثل أستراليا وكندا وهو ما يزيد من حيرة العلماء , رغم ذلك علينا أن ننظر إلى الأمر بجدية كبيرة فقد ثبت لنا أن التطور الكبير في حياة البشر كان له تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة وعلينا أن نستخدم كل ما لدينا من علوم وتقنية في سبيل إيجاد حلول للمشاكل البيئية وابتكار مصادر بديلة للطاقة الأحفورية والتخفيف من الاحتباس الحراري , وحتى ذلك اليوم علينا أن نراقب النحل بحذر.