ماذا وراء صناعة فيروسات الكمبيوتر؟
ما حقيقة فيروسات الكمبيوتر؟ من هم الذين يصنعونها ولأية غايات؟ لماذا تتكاثر الفيروسات عدداً ونوعاً وسنة تلو أخرى؟ ماذا عن الافتراض القائل بأن الفيروسات والبرامج الخبيثة يحدثها المختصون ببرامج الحماية أنفسُهم على رأي المثل حاميها حراميها؟ وهل يمكن أن يغدو ما يسمى بحروب السابيرنيتية أمرا واقعاً؟
منذ ظهورها في الثمانينات اجتازت فيروسات الكمبيوتر طريقا تطوريا طويلا ساعدها على التكيف للعالم المتغير في منظومات التشغيل وبرامج الحماية والأنتي فيروس. وبالتدريج انتشرت الفيروسات وبرامج التجسس التي اطلق عليها اسم حصان طروادة في كل مكان متوغلة في جميع المنظومات الأساسية لتشغيل الحاسوب. علما بأن عدد البرامج الضارة والفتاكة يتزايد بشكل متسارع عاما بعد عام. ففي السابق كان يظهر قرابة نصف مليون فيروس جديد سنويا، الا ان العام الأخير شهد على شبكة الإنترنت حسب الإحصائيات التقريبية زهاء تسعمائة الف من حصن طروادة والفيروسات الجديدة. وصار عددها الإجمالي الآن مليونا وخمسمائة الف، وهو رقم مهول حقا، يبرر الكلام عن “ثورة فيروسية” حقيقية. ومن الجهة الأخرى يظهر في الوقت ذاته عدد متزايد من الأدوية لعلاج “عدوى فيروسات” الكمبيوتر. وهي عبارة عن برامج الأنتي فيروس التي توضع خصيصا للوقاية والحماية. هذه البرامج في تحسن مطرد، وسوقها يتسع وينمو ربما باسرع من تزايد الفيروسات. الا ان برامج الفيروس تتطور وتتقن بسرعة تتناسب طرديا مع سرعة مكافحتها، فيغدو اكتشافها وشل مفعولها اكثرصعوبة وتعقيدا. ويتهم البعض احيانا منتجي برامج الأنتي فيروس انفسهم ، بل وحتى واضعي منظومات التشغيل بخلق الفيروسات عمدا. وهناك من يقول إن مبتكري الفيروسات من جهة وواضعي برامج مكافحتها من جهة ثانية ينسقون فيما بينهم سرا لإبتزاز اكبر قدر من الأرباح.
وهناك رواية اخرى لأسباب الإنتشار السريع للبرامج المضرة بالحاسوب تقول ان تلك البرامج تظهر نتيجة لنشاط تقوم به الدوائر الأمنية والعسكرية في بعض البلدان استعدادا لما يسمى بالحروب السبرنيتيكية.