كيف نحصل على المال الوفير من يوتيوب؟
منذ تأسس موقع YouTube الشهير قبل أكثر من عقد من الزمن. وهو يجذب المزيد والمزيد من المشاهدين ومنتجي المحتوى الرقمي إلى منصته الكبرى.
عموماً وفي السنوات الأخيرة بدأ الكثير من منتجي المحتوى العربي بالانتقال لاستخدام يوتيوب لنشر فيديوهاتهم في الواقع.
عند السؤال عن أرباح اليوتيوب اليوم، هناك عادة جوابان مختلفان تماماً عن بعضهما البعض من صانعي المحتوى.
ما هي موارد أرباح اليوتيوب الأساسية؟
بالنسبة للكثير من صانعي المحتوى، هناك ناحية واحدة وأساسية تخطر بالبال عند الحديث عن أرباح اليوتيوب.
وهذه الناحية هي بالطبع الإعلانات التي تشكل الأساس في الصناعات الإعلامية المختلفة اليوم، سواء التقليدية منها مثل التلفاز والراديو، أو الحديثة مثل المدونات وقنوات يوتيوب.
لكن الواقع هو أن هناك عدة قنوات أساسية من الممكن أن تحقق الربح لمنتج المحتوى، والإعلانات ليست سوى واحدة منها فقط.
أرباح اليوتيوب من إعلانات ادسنس (AdSense)
في الواقع أرباح اليوتيوب من أدسنس لا تزال أكثر طريقة شائعة للربح من يوتيوب، لكنها الأدنى دخلاً عادة
هذا النوع من الربح هو الأكثر انتشاراً وكذلك الأكثر استقراراً بين مصادر الربح الأخرى.
في الواقع بعض البلدان العربية لا تظهر فيها الإعلانات أصلاً (مثل سوريا والسودان) ولا يمكن تحقيق أي ربح منها بهذه الطريقة.
لتخمين أرباح اليوتيوب التي تأتي من إعلانات AdSense يجب أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار في الواقع.
عموماً وفي الحالة العادية مع إعلان واحد في الفيديو، فمتوسط الأرباح غالباً ما يكون حول 0.5 دولار أمريكي لكل 1000 مشاهدة أو أقل.
اقرأ المزيد: تحويل الفيديو إلى MP3 (تحويل الفيديو إلى صوت) على الحواسيب والهواتف الذكية
شروط الحصول على أرباح اليوتيوب من إعلانات ادسنس (AdSense)
بالطبع فالمشاهدات وحدها غير كافية للربح أبداً. بل يجب أن تكون قناتك قد تم الموافقة على جعلها شريكة أولاً، وأن تكون مقاطع الفيديو التي تنشرها تلتزم بالمعايير العامة والصارمة للغاية لموقع YouTube.
- الحد الأدنى من المشتركين والمشاهدات
خلال فترة من الفترات كان من الممكن لأي قناة تقريباً أن تبدأ بالنشر ومن ثم تحصل على الربح بسرعة.
- عدم رفع أي محتوى مسروق ومخالف لحقوق الملكية
باختصار ولتتمكن من جني أرباح اليوتيوب يجب أن تبذل الجهد لإنتاج المحتوى الخاص بك. لذا فسرقة الفيديو لإعادة رفعه أو محاولة نشر أغاني أو مسلسلات أو سواها ستتسبب بحرمانك من الربح، بل وحتى حظرك في بعض الحالات.
بالطبع هناك حالات قليلة يحق لك فيها استخدام مواد تمتلك حقوق ملكية، مثل مراجعات الأفلام وتقييمها مثلاً، لكن في الغالبية العظمى من الحالات يجب أن تتجنب أي محتوى يمتلك حقوق ملكية.
- تجنب المحتوى الإباحي بشكل كامل
باختصار، سياسات يوتيوب لا تسمح بالمحتوى الإباحي أبداً، ومحاولة رفع صور أو مقاطع فيديو عارية من الممكن أن تتسبب بحذف الفيديو وحظر حساب صاحب القناة حتى في بعض الحالات.
- عدم رفع الفيديو الذي يتضمن العنف أو التشجيع عليه بأي شكل
المحتوى العنيف يتضمن حالات الشجار الدموي أو القيام بتعذيب الحيوانات أو غيره من المحتوى الغير مناسب.
- تجنب الأساليب المضللة مثل صور المصغرات والوسوم
في الواقع فاستخدام صور المصغرات المضللة لن يؤدي لحرمان منتج المحتوى من أرباح اليوتيوب بشكل مباشر حقاً. لكن هذه الأساليب المخادعة محاربة بشدة من قبل الموقع، ومع أنها كانت فعالة في جذب المشاهدين في فترة من الفترات، فهي تعطي أثراً عكسياً اليوم وعادة ما يؤدي استخدام هذه الأساليب المضللة لتقليل وصول الفيديو إلى المتابعين أو إزالته من الاقتراحات للمشاهدين الآخرين.اقرأ المزيد: لماذا تدفع المال للحصول على اسم لموقعك الإلكتروني مع أن الإنترنت ليست ملك أحد؟
أرباح اليوتيوب من عقود الرعاية والترويج للمنتجات
في المنطقة العربية من النادر جداً مشاهدة أي منتجات مرعية إلا في مجال المكياج والتجميل وعلى نطاق ضيق كذلك.
لا يزال هذا النوع من طرق تحقيق أرباح اليوتيوب جديداً نسبياً. حيث أنه بدأ بالظهور في السنوات الأخيرة وانتشر بشكل كبير للغاية حيث بات من الصعب مشاهدة فيديو لمنتج محتوى شهير دون أن تجد الكثير ذكراً لكون الفيديو مرعي من قبل SquareSpace أو Dollar Shave Club أو غيرها.
حالياً وعلى الرغم من كون هذا النوع من التمويل شائعاً للغاية بين منتجي المحتوى في الولايات المتحدة وأوروبا، فهو قليل للغاية إن لم يكن شبه معدوم حتى في المنطقة العربية.
ببساطة العديد من القنوات الخاصة بالمروجين على الإنترنت سواء كان ذلك عبر YouTube أو Instagram أو غيره يتواصلون مع شركات المكياج ومستحضرات التجميل لرعايتهم جزئياً.
اقرأ المزيد: كيف تحقق مواقع الإنترنت الربح وتجني المال حتى عندما تكون مجانية؟
أرباح اليوتيوب من بيع المنتجات المباشر
معظم المنتجات التي يبيعها صانعوا المحتوى بسيطة عادة ولا تتضمن الكثير من التعقيد، فقط شكل مطبوع على قالب مسبق.
من المهم التنويه هنا إلى أن هذه الطريقة شبه معدومة الفائدة في المنطقة العربية حالياً. لكن ومع أن الطريقة قد تحتاج سنوات تالية لتصبح فعالة حقاً فهي تستحق تناولها.
حيث أن الفكرة هنا هي قيام منتجي المحتوى بتصميم بعض المنتجات البسيطة مثل القمصان والقبعات والملابس عموماً، بالإضافة لأشياء أخرى مثل علاقات المفاتيح أو حتى فناجين القهوة الكبيرة.
الفكرة هنا ببساطة هي أن متابعي القناة يقومون بشراء هذه المنتجات لاستخدامها كدليل لإعجابهم بمحتواها، وكطريقة لدعمها للاستمرار كذلك.
في حال تم تطبيق هذه الاستراتيجية في مكان ووضع مناسب، فمن الممكن أن تجلب الكثير من الأرباح والعائدات المالية في الواقع.
واليوم بعد انهيار عائدات إعلانات AdSense أصبحت هذه الطريقة هي مصدر التمويل الأساسي للكثير من منتجي المحتوى الكبار.
لكن وعلى الرغم من أن عائدات هكذا طريقة من الممكن أن تكون كبيرة للغاية، فهي تحتاج للكثير من المقومات لتنجح، وهذه المقومات للأسف غير متوافرة حالياً في المنطقة العربية، لكن أهمها هي:
كون منتج المحتوى يمتلك كاريزما عالية ويمتلك معجبين أوفياء
بالنسبة لمنتج المحتوى العادي والذي لا يمتلك ما يميزه حقاً، فمحاولة التمويل عن طريق بيع المنتجات ستكون فاشلة حصراً.
حيث أن مجاح الأمر يعتمد على مدى محبة الجمهور لمنتج المحتوى وتعلقهم به، وحتى مع وجود العديد من المعجبين، يجب أن يكون هناك معجبون مخلصون كفاية ليصرفوا المال لشراء المنتجات حقاً من منتج المحتوى.
وبالطبع فهذا الأمر صعب للغاية أصلاً، وفي المنطقة العربية يصبح أصعب حتى مع وجود عدد صغير جداً من منتجي المحتوى الناجحين إلى هذه الدرجة.
اقرأ المزيد: تشغيل اليوتيوب في الخلفية: طريقة تشغيل فيديوهات YouTube كصوت فقط في الهواتف الذكية
وجود بنية تحتية تسمح باستقبال الطلبات والتعامل معها وتلبيتها
في الولايات المتحدة مثلاً بيع المنتجات سهل كفاية بحيث يمكن تصميم شكل وشركة مثل Amazon تتكفل بكل شيء من التصنيع والتوزيع والبيع.
في الواقع هذا الشرط المهم للغاية يمتلك الحالة الأسوأ في المنطقة العربية.
حيث أن منتجي المحتوى عادة ما يمتلكون متابعين في عدة بلدان مختلفة، أي أن أي عمليات بيع هنا تحتاج للتصدير والاستيراد والموافقات وتكاليف مالية هائلة عدا عن التعقيدات الأمنية الشديدة.
حيث المشكلة هنا تعود للجغرافيا من جهة، وكون المنطقة العربية لا تمتلك سوقاً مفتوحة أو علاقات اقتصادية جيدة حتى مع بعضها البعض.
فبالمقارنة مع السوق الأوروبي أو السوق الأمريكي يبدو التعامل مع الأسواق العربية أشبه بكابوس في الواقع.
توافر خدمات الدفع الإلكتروني على نطاق واسع
في أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي، يمتلك معظم الأشخاص خدمات دفع إلكتروني بفضل انتشار البطاقات الائتمانية على نطاق واسع.
لكن في المنطقة العربية لا تزال خيارات الدفع الإلكتروني محدودة للغاية أو حتى معدومة لدى الغالبية العظمى من الأشخاص.
بالنتيجة فمحاولات بيع المنتجات من قبل منتجي المحتوى لا تزال محدودة للغاية وغير فعالة حقاً.
اقرأ المزيد: خدع تدعي أنها تتيح الربح من الإنترنت يجب أن تتجنبها بأي ثمن
الدعم المباشر لمنتج المحتوى عبر منصة Patreon
بالنسبة لمن يمتلكون متابعين أوفياء، باتريون هو الطريقة المثالية لتمويل صنع المحتوى.
بشكل مختصر، فمنصة Patreon هي منصة مختصة بوصل منتجي المحتوى بمعجبيهم الأشد، وتتيح الفرصة للمعجبين لدعم منتجي المحتوى الذين يفضلونهم.
بالطبع فالمنصة تتيح تحويل المال بشكل مباشر، لكن طريقة استخدامها الأكثر شيوعاً هي الدعم المستمر بشكل شهري وبمبالغ صغيرة نسبياً.
بهذه الطريقة من الممكن لمنتجي المحتوى التركيز على إنتاج الأشياء التي يحبها متابعوهم كونهم مستقرون مادياً، ومن الممكن للمتابعين مشاهدة المحتوى الذي يحبونه مقابل مبالغ صغيرة للغاية.
حالياً تعد هذه الطريقة ناجحة للغاية بالنسبة لمنتجي المحتوى الصغار ومتوسطي الشهرة حتى، كما أن الكثير من منتجي المحتوى يقدمون هدايا من نوع ما لداعميهم مثل الوصول للمحتوى قبل نشره حتى، أو تتبع سير إنتاج المحتوى والتواصل بشكل مباشر مع صانع المحتوى.
ومع أن الطريقة لا تزال تواجه صعوبات كبرى في العالم العربي للأسباب المذكورة في الفقرات السابقة، فهناك بعض قصص النجاح القليلة مع منتجي محتوى مدعومين بشكل شبه كامل من متابعيهم المخلصين.
هل من الممكن أن يكون YouTube مصدر دخل حقيقي على المدى البعيد؟
بالنسبة للكثيرين من الشباب العربي اليوم، يبدو موقع يوتيوب كمكان لتحقيق الأحلام والوصول للثراء.
حالياً هناك أمل لبعض منتجي المحتوى بتحقيق ربح كافٍ لتغطية مصاريفهم أو ربما استبدال العمل التقليدي. لكن هذا الأمل يعتمد على فرصة صغيرة للغاية أصلاً بتحقيق النجاح.