تعرف على جهاز Leap Motion للتحكم في الحاسوب بالإشارات
تمت صناعته من طرف شركة أمريكية مختصة في تصنيع وتسويق قطع الهاردوير الخاصة بالحواسيب، وأجهزة الإستشعار التي تدعم حركات اليد والأصابع مثل الكتابة، تحريك الماوس، بدون أن يتطلب أي اتصال أو لمس.
مع مرور السنوات مرورا بعصرنا الحالي، أصبحنا نعرف الكثير عن ملامح المستقبل، خاصة عن طريق التلفاز والأفلام السينمائية التي وصفتها لنا بالتفصيل، كالسيارات التي تحلق وتطير، والروبوتات التي تعمل في المنازل كخدم، وغيرها الكثير. ومنذ اليوم بات بالإمكان التحكم بالكومبيوتر عن طريق حركات اليد في الهواء، إذ تعج مواقع الإنترنت بأخبار Leap Motion Controller بعد العرض الأول له على الجمهور قبل سنة.
فقط تصوروا التحكم بالشاشة ومحتوياتها عن طريق تسخير الفضاء الفارغ، والتعرف على الحركات والإيماءات تماما مثلما تقوم أداة التحكم بلعبة “Kinect” من “مايكروسوفت”. وتساءلوا أيضا إن كان المستقبل بدا متجسدا في أداة “USB” مثلا، أو جهاز كومبيوتر.
فقط قم بتنزيل برنامج “Leap”، وإذا بك تتلقى سريعا الإرشادات حول كيفية وضع يديك في الهواء وتحريكهما لتجري مراقبتهما عن طريق كاميرات “Leap” ومستشعراتها العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
والجهاز كما ذكرنا شبيه بلعبة “Kinect” التي تتعرف على أجزاء الجسم في الفضاء، وإن كان النظام هذا أصغر حجما وأقل كلفة، لكن أكثر دقة، فاستنادا إلى الشركة يمكنه تقصي وضع أصابعك العشرة بدقة بالغة في وقت واحد، أي أكثر دقة من “Kinect” بـ200 مرة.
وتذكر أيضا أن “Leap” يضيف مسألة التعرف على الحركات والإيماءات، لا إلى التلفزيون، بل إلى الكومبيوتر الآلة التي يمكنها تشغيل ملايين البرامج المختلفة للأغراض كافة، كالألعاب مثلا، والأعمال المكتبية، فضلا عن الاتصالات أيضا، والتسلية والترفيه. طبعا هذه مسألة كبيرة، لكن لسوء الحظ فإن الأمر ليس كذلك. فعتاد “Leap” قد يكون بسيطا، وجذابا، ومترابطا منطقيا، لكن برنامجه ليس كذلك، وغير متناسق، ومخيبا للآمال.
وهنالك أيضا بعض حركات اليد المقرونة باستخدام بعض الآلات الموسيقية، بحيث يمكن العزف عليها. وتطبيق “Gear Harb” (دولار واحد) هو أحدها. كما تتوفر بعض التطبيقات الثقافية والتعليمية مثل Molecules المجاني الذي يدير جزيئات الأشياء بالهواء، فضلا عن الثلاثي الأبعاد Cyber Science 3D وغيرها.
وثمة بعض الصعوبات مع هذه التطبيقات أيضا. فحركتها في الهواء من لعبة إلى أخرى ليست متجانسة. كما أن النقر على الماوس في بعض التطبيقات يؤثر على أشياء أخرى ظاهرة في الشاشة، في حين يتوجب في تطبيقات أخرى التصويب على الجسم، مع البقاء ساكنا هامدا والمؤشر عليه حتى يمتلئ تماما. وكما الحال مع “Kinect”، فإن فترة الانتظار هذه هي لتفادي الاختيار العرضي، أو الخاطئ، رغم أن إبقاء الإصبع جامدا من دون حركة في الهواء هو أمر صعب للغاية.
وفي بعض التطبيقات يتوجب عليك الرجوع إلى الشاشة السابقة عن طريق مسح الإصبع بسرعة إلى اليسار، وفي غيرها ينبغي هز اليد أفقيا. وهكذا فإنه لا يوجد إيقاع محدد، أو أسلوب منطقي في تحريك اليد والأصابع، فتعلم هذه الإيماءات والحركات في تطبيق معين لا يعني أنه يمكن تطبيقها في التطبيقات التالية. وتكون النتيجة خيبات أمل متتالية كما لو أنك تحاول العزف على قيثارة، وأنت ترتدي قفازات الملاكمة.
المشكلة الثالثة هي عندما تحتاج في بعض التطبيقات إلى تشغيل المؤشر، ولف النوافذ نزولا وصعودا في نظام التشغيل “OSX”، أو “ويندوز”. فعندما يكون إصبعك في الهواء، فكيف يعرف البرنامج متى ستنقر على شيء ما؟ فلا يوجد هنالك زجاج للنقر عليه، كما هو الحال في شاشة اللمس، ولا أزرار، كما هو الحال عند استخدام الماوس. وبإيجاز فإن “Leap Motion Controller” هو حل يبحث عن الصعوبات. وهو بحاجة ماسة إلى تطبيق قاتل ماحق يستقصي حركة الأبعاد الثلاثة بالأصابع العشرة، ويسخرها بدقة بالغة جدا. وغالبية التطبيقات المتوفرة حاليا لا تستفيد من حركة الأصابع العشرة، فغالبيتها تتحرى حركة الإصبع أو اليد الواحدة.
“Leap Motion” جهاز ممتاز ودقيق وذو سرعة عالية، ويتوفر بسعر متهاود، لكن برنامجه الذي يبرر وجوده ما يزال في عالم المستقبل. فيمكن الإطلاع على استخدامات جهازLeap Motion عن قرب من خلال هذا الفيديو والذي يوضح طريقة عمله ومدى كفاءته.