كيف يمكن للحوسبة الكمية Quantum Computing تغيير العالم ؟
هذه التكنولوجيا في مراحلها المبكرة لكن المجهود في هذا المجال يكتسب زخما سريعا، إذن كيف للحوسبة الكمية يمكنها أن تغير العالم ؟
قد تتضمن الحواسيب العادية على مليارات من البايتات Bits، كل بت Bit يمكن أن يكون صفر أو واحد، وجميعها منفصلة تماما عن بعضها البعض وعكس بعضها، أما بالنسبة لبايتات الكم بشكل مختلف عن بايتات الحاسوب العادي لعدة أسباب كونها مستمدة من ميكانيكا الكم (إذ يعتمد على نواة الذرة التي تحتوي على عدد من الأيونات والإلكترونات)… دعنا لا نضيع في متاهة مقعدة جدا !!!!!
النظرية تبين أن بعض أنواع المشاكل والتي تكون شائكة بشكل خاص، تصبح أسهل بكثير عندما يكون لديك أجهزة حاسوب الكمية، إحدى تلك المشاكل هي التشفير، مثل أنواع الرموز التي تحمي تفاصيل البطاقة الإئتمانية الخاصة بك على الأنترنت. أو تشفير رسائلك على تطبيق الواتساب. فما الذي يجعل اختراع الحوسبة الكمية مهم بالنسبة اللناس ؟
هو إدراك أنه بإمكانهم كسر هذا التشفير والذي في السابق كان من الصعب للغاية كسره، لأن أجهزة الحاسوب العادية لا يمكنها كسرها، وهذا الأمر جعل من الحكومات الوطنية تصب إهتمامها بالحوسبة الكمية لما لديها القدرة على كسر شبكات البلدان المشفرة.
كما في حالة الذكاء الإصطناعي، تقوم دولة الصين أنها تعتزم قيادة العالم في مجال العلوم الكمومية وأعلنت عن خططها لفتح مختبر الكم الوطني خاص بها في عام 2020. الولايات المتحدة هي أيضا ضالعة في علوم الكمية، لأنها تعتزم هي أيضا لإنشاء مبادرة وطنية كمية وذلك بإنشاء مختبراتها الخاصة، هذا بسبب العلم والفائدة الكبيرة التي تقدمها الحوسبة الكمية، لأنها ميزة استراتيجية ضخمة وتجارية في نفس الوقت.
هذه هي الفائدة التي تقدمها الحوسبة الكمية للعالم. هناك بالفعل حواسيب كمية في الوقت الحالي، لكن الأمر يشبه إلى حد ما الوضع الذي كانت عليه الحواسيب العادية في الخمسينيات، بمعنى الحواسيب الكمية الآن عبارة عن أشياء كبيرة الحجم بحجم القبو، وتتطلب جمع من العلماء لتشغيلها ولا تزال غير قوية للغاية.
هناك جهد كبير لصناعة أجهزة حواسيب كمومية أكثر قوة وكفاءة، ويتم دراسة هذا العلم على مستوى أقسام الفيزياء الجامعية، ولكن يمكنك أن تأخد فكرة عن إمكانيات هذا النوع من الحسوبة عندما ترى الشركات التي تزعم استخدام هذه التقنية مثل شركة Google، شركة Microsoft، شركة IBM .
لكن الأمر لا يقتصر فقط على إنشاء شركة أو مختبر في يوم من الأيام باختراع إحدى هذه الحواسيب، بل ستكون عبارة عن مجموعة من التطورات الصغيرة نحو النوع النهائي الذي يمكن الإعتماد عليه تجاريا بشكل نهائي ويمكنك بالفعل حل بعض هذه المشكلات الكبيرة مثل التي ذكرناها في بداية التدوينة.
الكاتب: أسامة كجوط